خلق الكون من العدم

{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }آل عمران191



إتكأة علي سنان القلم برهة مصحوبة بتفكر في خلق السموات والأرض عسى الله ان يجعلنا من الذين يذكرونه قياماَ وقعوداً وعلي جنوبهم ويفكرون في خلق السموات والأرض.ونساله ان يشرح صدورنا وأن يعلمنا من علمه الواسع فتعال أخي القارئي نتفكر في خلق السموات والأرض

تتحدث كل كتبنا الاسلامية عن قدرة الله تعالى في خلق الكون وإنه تعالى خلق الكون من العدم وذلك ما يدل على عظيم قدرته تعالى فإذا نظرنا للقدرتنا المحدودة التى اعطاها لنا سبحانه وتعالى وللصناع فنجد أن أي صانع وأي صناعة لابد لها من مخلات أولية يتم معالجتها لتخرج المنتجات التي هي الهدف وحتى النباتات تقوم بصنع الأكسجين ومدخلاتها الاساسية ثاني إكسيد الكربون والماء والضؤ كعامل مساعد.

لكنه تعالى تفرد بخلق فريد وهو خلقة للكون من العدم وهذا يعني بلغتنا الصناعية الحديثة إي أنه تبارك وتعالى خلق الكون من غير مدخلات أولية او مواد صنع منها وهذا ما يدل علي عظيم قدرته تبارك وتعالى أنه خلق كل هذا الكون وما حواه من مخلوقات حية وجمادات بكلمتة منه قال للكون كون فكان من العدم كيف ما شاء الله تعالى له أن يكون.



قال تعالى : {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }البقرة117



كل ما قلته في هذه السطور أعلاه هو من أساسيات علم التوحيد التي يتفق عليها أهل الشريعة وأهل الحقيقة ومن فتح الله عليه بنعمته العلم ولكن قدمتها لاربط بينها وبين ما ظهر للناس من علوم في الفيزياء والرياضيات حديثاً فالمعروف ان هذه المواد المكونة للكون تتكون من ذرات والذرات تتكون من برتونات موجبة وإلكترونات سالبة ونيترونات لاتحمل شحنات وكان يعتقد أنها أصغر الوحدات البنائية المكونة للمادة حتى وقت قريب وذلك قبل الحديث عن الفيزو ترونات والكواركات والغرونات وغيرها من الجسيمات التي تعتبر حالياً أصغر المكونات المعروفة للذرة والتي تتكون منها مكونات الذرة. فالإلكترونات والبروتونات والنيترونات تتكون من هذه الجسيمات الصغيرة وهي بدورها تكون الذرة المكونة للعناصر التي بدورها تكون الجزيئات التي تكون المواد التي حولنا.

أي ذرة تكون متعادلة كهربائياً مالم تفقد إلكترون أو تكتسب إلكترون وتتحول شحنتها الي سالبة أو موجبة وهذا التعادل يكون بسبب أن مجموع الشحنات الموجبة في الذرة أو الجزيء تساوي مجموع الشحنات السالبة في الذرة ولكنها تظل مفصولة عن بعضها فالمعروف أن البروتونات تظل في نواة الذرة بينما تدور الإلكترونات في مدارات حول النواة تعرف بالمستويات دون أن يحدث إندماج بينها وهذه الحركة والمستويات التي تدور فيها الإلكترونات وعددها وما تحوية من إلكترونات وقوى الجذب بينها وبين البروتونات هو ما يعطي الذرة خصائصها الفيزيائية والكيميائية التي تميز العنصر المكونة له، وحتى لآ أقحم القارئي بكثير من الكلام الكيميائي أو الفيزيائي فإني أختصر ذلك وأقول ماذا لو جمعت هذه المكونات للذرة ودمجت مع بعض (هنا لا أعني تفاعلات الإندماج النووي المعروفة والتي تدمج ذرتان أو أكثر لتصبح ذرة واحدة ) أي أننا ماذا يحدث لو قمنا بدمج إلكترون مع بروتون بحيث يصبحان شيء واحد ؟؟

هل تتصور عزيزي القارئي باننا نحصل على لا شيء أي أننا نحصل علي العدم بكامل معناه فلا يعود هناك إلكترون أو بروتون ولا شيء أخر ولكن كيف هذا ؟ لنوضح هذا لا بد لنا من أن نضرب المثال التالي لشخص لديه حساب في بنك

من الوهلة الأولى يتضح لك أن هذا الشخص يمتلك الكثير من الأموال في البنك ، آخر إيداع له وصل حوالي 19 مليون جنية وأخر سحب وصل حوالي 9 مليون جنية فمن المعقول أن يكون له الكثير من الأموال ولكن هل تعلم أن هذا الشخص لايملك شيء سوى العدم ؟ فمجموع إيدعاته تساوي تماماً ما قام بسحبه إي أن رصيدة في البنك يساوي صفر بلغة الرياضيات ولايوجد لديه رصيد نهائياً بلغتنا العامة ويمكنك التأكد من ذلك بجمع كل من الإيداعات وكل من السحب وسوف تجد انها تساوي بعضها.

فهذا هو حال الذرات المكونة للمواد في هذا الكون فهي عبارة عن آلاف القيم السالبة و آلاف القيم الموجبة ولكنها طالما ظلت بعيدة عن بعضها كما في الجدول فهي تساوي قيم موجودة كثيرة كما في الجدول ولكن عندما نجمع هذه القيم الموجبة مع بعضها وكذلك القيم السالبة مع بعضها وندمجهما كما في رصيد الشخص فاننا نتحصل على لا شيء وهذا ما سيدث إذا إستطعنا جمع كل القوى السالبة وكل القوى الموجبة في الكون وقمنا بدمجها فإن الناتج سوف يكون العدم. فإي دليل علمي أكثر من ذلك يدل على أن هذا الكون مخلوق من العدم ؟؟

فسبحان الله خالق الكون من العدم وهذا الكون لا محالة زائل متى ما شاء الله تعالى له أن يزول ويعود للعدم مرة أخرى بامرة تبارك وتعالى.



لك الشكر أخي القأرئي علي مصاحبتي هذه التأملات وأعتذر إن كنت قد أقحمتك في أمور مزعجة كالرياضيات والكمياء ونسال اللع أن يعلمنا علماً نافعاًً وأن ينفعنا بما علمنا إنه عليم حكيم